متى ستعرف كم اهواك يا رجلا
متى ستعرف كم اهواك يا رجلا , نقدم لكم اليوم قصيدة للشاعر أحمد شوقي بعنوان (الى رجل) .
مَتَى سَتُعَرِّفُ كَمْ أَهَوَاكَ يَا رَجُلًا أَبَيْعٌ مِنْ أَجَلِهِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
يَا مَنْ تَحَدَّيْتُ فِي حُبِّيٍّ لَهُ مَدُّنَا بِحَالِهَا وَسَأَمْضِي فِي تَحَدِّيِهَا
لَوْ تَطَلَّبَ الْبَحْرُ فِي عَيْنِيِّكَ أَسَكَبَهُ أَوْ تَطَلُّبُ الشَّمْسِ فِي كَفِيكَ أَرْمِيهَا
أَنَا أُحَبِّكُ فَوْقَ الْغَيْمِ أَكَتَبَهَا وَلِلْعَصَافِيرِ وَالْأَشْجَارِ أَحْكِيهَا
أَنَا أُحَبِّكُ فَوْقَ الْمَاءِ أَنَقَشَهَا وَلِلْعَنَاقِيدِ وَالْأَقْدَاحِ أَسْقِيهَا
أَنَا أُحَبِّكُ يَا سَيْفًا أَسَالَ دَمِيُّ يَا قِصَّةٍ لَسْتَ أَدْرِي مَا أُسَمِّيهَا
أَنَا أُحِبُّكَ حَاوَلَ أَنَّ تُسَاعِدُنِي فَإِنَّ مَنْ بَدَأَ الْمَأْسَاةَ يُنْهِيهَا
وَإِنَّ مَنْ فَتَحَ الْأَبْوَابَ يُغْلِقُهَا وَإِنَّ مَنْ أَشْعَلَ النِّيَرَانَ يطفيها
يَا مَنْ يُدَخِّنُ فِي صَمْتِ ويتركني فِي الْبَحْرِ أَرَفْعَ مَرِسَاتِي وَألْقِيِّهَا
أَلَا تُرَانِي بِبَحْرِ الْحُبِّ غَارِقَةً وَالْمَوْجَ يَمْضُغُ آمَالِيٌّ وَيَرْمِيهَا
إِنْزل قَلِيلَا عَنِ الْأهْدَابِ يَا رَجُلًا مَا زَالَ يَقْتُلُ أحْلَاَمِيٌّ وَيُحَيِّيهَا
كَفَاكَ تَلْعَبُ دَوْرُ الْعَاشِقِينَ مَعْي وَتَنْتَقِي كَلِمَاتٌ لَسْتَ تَعَنِّيُهَا
كَمِ اِخْتَرَعَتْ مكاتيبا سَتُرْسِلُهَا وَأَسْعَدَتْنِي وُرُودٌ سَوْفَ تُهْدِيهَا
وَكَمْ ذَهَّبَتْ لِوَعْدٍ لَا وُجُودٌ لَهُ وَكَمْ حَلَّمَتْ بِأَثْوَابِ سَأَشْرِيهَا
وَكَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ لِلرَّقْصِ تَطَلَّبَنِي وَحَيَّرَتْنِي ذِرَاعِيُّ أَيْنَ ألْقِيِّهَا
اِرْجِعْ إلْي فَإِنَّ الْأرْضَ وَاقِفَةٌ كَأَنَّمَا الْأرْضُ فَرَّتْ مِنْ ثَوَانِيِهَا
اِرْجِعْ فَبَعْدَكَ لَا عَقْدٌ أَعَلَّقَهُ وَلَا لِمَسَّتْ عُطُورِيٌّ فِي أوَانِيِهَا
لِمَنْ جَمَالِيِّ لِمَنْ شَالُ الْحَرِيرِ لِمَنْ ضَفَائِرِي مُنْذُ أَعْوَامِ أَرَبِيِّهَا
إرْجِعْ كَمَا أَنْتَ صَحْوَا كُنْتُ أَمْ مَطَرَا فَمَا حَيَاتِي أَنَا إِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهَا