غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً شرح

إجابة معتمدة

غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً شرح

 

قصيدة رائعة منسوجة بأحمل الكلمات وأرقها لتوصل رسالة جميلة لأصحاب الذوق الرفيع ، والتي تنسج في حركاتها وصورها الحسية  وموسيقاها المتكررة فيها لتؤكد على أهمية الأم وكم أنت ضعيف أيها الانسان كيف كنت وكيف أصبحت .

وهي قصيدة من قصائد الشاعر أمية بن الصلت

وتقول في مطلعها

غذوتك مولوداً وعلتك يافعـاً        تعل بما أجني عليك وتنهـلُ
إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت       لسقمـك إلا ساهـراً أتملمـلُ
فلما بلغت السن والغاية التـي       إليها مدى ما كنت فيك أأمـلُ
جعلت جزائي غلظة وفظاظة      كأنك أنت المنعـم المتفضـلُ
فليتك إذ لم ترع حق أبوتـي      فعلت كما الجار المجاور يفعلُ

 

ففي البيت  الأول حيث يعبر الشاعرعن عطائه لولده مولودا كان أو يافعا.
تعل : هي أخذ الشيء مرة بعد مرة والنتيجة التي حصل عليها  فهي ناسبت الفعل

أجني عليك وهو الذي يُجنى من من الثمار ، يتخيل هذاالأب أنه شجرة تعطي الثمر وابنه يقطف منه مرة بعد أخرى ويقصد بأن العطاء مستمر .

والأب لم يكن مكتفياً بالعطاء المادي فقط ، ولكنه يُعطي عطاء فيشاركه في حزنه وفرحه وكل أوقاته . لم أبت لسقمك إلا ساهرا أتململ  فالشاعر الشاعر هنا يقول ويبين أني لم أذق طعم النوم وأسهر لمرضك وتعبك أتململ .

 

ليت : وهنا ليت تأتي للتمني أنه على الرغم ما قدمنا لك في كل أوقاتك وحياتك  تعبنا لتعبك وسهرنا لسهرك ، أن تجازينا بالمثل .
فالشاعر تمنى من ولده أن يرد إليه ما كان يقدمه ولو القليل منه ويبره ويحسن جواره في كبره ، فيبين الشاعر لنا مدى صعوبة ومرارة عقوق .